تفشي الكوليرا في دارفور يحصد 158 روحاً وسط حصار وحرب طاحنة

تفشي الكوليرا في دارفور يحصد 158 روحاً وسط حصار وحرب طاحنة
الكوليرا في السودان

أعلنت وزارة الصحة في ولاية جنوب دارفور، الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، في بيان صدر السبت أن 158 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم جراء الإصابة بالكوليرا منذ تسجيل أول حالة في أواخر مايو الماضي، في حين ارتفع إجمالي الإصابات إلى نحو 2880 حالة.

يأتي هذا التفشي وسط ظروف حرب دامية اندلعت في السودان في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي وصفتها الأمم المتحدة بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، وقد أدى النزاع إلى تقسيم البلاد فعليا، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق والوسط، في حين تفرض قوات الدعم السريع نفوذها على دارفور وأجزاء من الجنوب.

انتشار واسع داخل الإقليم

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد سُجلت إصابات بالكوليرا في جميع ولايات دارفور الخمس، في حين تتركز أكثر من نصف الحالات في جنوب دارفور وحدها. وتشير التقديرات إلى أن انتشار المرض يهدد بالوصول إلى دول الجوار مثل جنوب السودان وتشاد.

وصفت منظمة أطباء بلا حدود تفشي الكوليرا الحالي بأنه الأخطر الذي تشهده السودان منذ سنوات، مؤكدة أن النزوح الجماعي وانعدام المياه النظيفة كانا سبباً في تسارع انتشار العدوى. وأضافت أن الحرب جعلت وصول المساعدات الإنسانية شبه مستحيل، وهو ما فاقم من معاناة السكان.

مرض قاتل قابل للعلاج

وتوضح منظمة الصحة العالمية أن الكوليرا عدوى حادة تنتقل عبر المياه أو الطعام الملوث، وقد تكون قاتلة في غضون ساعات إذا لم تُعالج. لكنها تؤكد أن العلاج ممكن من خلال تعويض السوائل والمضادات الحيوية، شريطة توفر الرعاية الصحية في الوقت المناسب.

شهد السودان على مدى العقود الماضية أوبئة متكررة من الكوليرا، ارتبطت غالبا بغياب البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، والنزوح الناتج عن النزاعات المسلحة، ويعود آخر تفش واسع للمرض إلى عام 2016، حين سجلت البلاد آلاف الإصابات في ولايات مختلفة.

ويؤكد خبراء الصحة أن استمرار الحرب الحالية، إلى جانب الحصار المفروض على بعض المدن مثل الفاشر في شمال دارفور، ما يهدد بجعل الأزمة الصحية أكثر فتكاً، مع احتمال امتداد تأثيرها إلى دول الجوار التي تواجه بدورها أزمات إنسانية معقدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية